خلقا يسمون الجن خافين علينا فمن هؤلاء الذين سخرهم الله تعالى لسليمان. (ع) لقد ابتلى الله داود وسليمان (ع) بالملك حتى يكونا حجة على من افتتنوا بها (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ) وقصة ابتلاء ايوب من اروع قصص الابتلاء والنصوص القرآنية تشير الى مجملها دون تفصيل. وهنا تعرض دعاء ايوب (ع) واستجابة الله دعاءه وابتلاء ايوب ايضا هو حجة على من افتتنوا بالابتلاء وخرجوا عن طاعة خالقهم بحجة ابتلائهم. وفي اللحظة التي توجه بها ايوب الى ربه بهذه الثقة وبذلك الادب ـ رب مسني الضر وانت ارحم الراحمين ـ كانت الاستجابة وكانت الرحمة وكانت نهاية الابتلاء (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ) ، اما اسماعيل (ع) فقد صبر على ابتلاء ربه له بالذبح فاستسلم لله عزوجل. واما ادريس (ع) فزمانه مجهول ولكن لا بد ان نؤمن انه من الصابرين. (واما ذا الكفل فهو كذلك مجهول لدينا والارجح انه من انبياء بني اسرائيل في زمن بختنصر. كما ذكرنا ذلك مفصلا في الجزء الاول من هذا الكتاب (ما ذا في التاريخ) فراجع
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (٨٧) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ (٨٩) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ (٩٠))
البيان : وقصة يونس (ع) تأتي هنا في صورة مجملة وتفصّل في سورة الصافات لقد سمي ذا النون ـ اي صاحب الحوت ـ لأن الحوت التقمه ثم نبذه بعد مدة. (فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) اي يجب عليه ترك قومه العاصين فان الله لا يضيعه وقد فصلنا ذلك في الجزء الاول فراجع