وقصة زكريا (ع) واعطائه يحيى بعد اليأس والشيخوخة. وكانت الاستجابة سريعة. (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ .. وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ) (اي متواضعين مطيعين.
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ (٩١) إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (٩٢) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ (٩٣) فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ (٩٤) وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ (٩٥))
البيان : لم يذكر هنا اسم مريم. لأن المقصود هو ابنها (ع) وانما يذكر صفتها المتعلقة بولدها (الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) أحصنته صانته من كل مباشرة. والاحصان يطلق عادة على الزواج. لأن الزواج حصن من الوقوع في الفاحشة. اما هنا فيذكر في معناه الاصيل وهو الحفظ والصون من كل شيء. وذلك تنزيها لمريم عن كل ما رماها به اليهود مع يوسف النجار الذي كان معها في خدمة الهيكل. والذي تقول عنه الاناجيل المتداولة. انه كان قد تزوجها ولكنه لم يدخل بها ولم يقربها (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ). وهي آية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية. ولكن القدرة الآلهية والمشيئة تفعل ما تشاء (ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربها فاعبدون). ان هذه امتكم امة الانبياء كلها امة واحدة تدين بعقيدة واحدة ومنهج واحد. هي عقيدة التوحيد لله والعمل بنظامه ومنهجه دون سواه. (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) اي انما كانت التفصيلات في مناهج الحياة تختلف باختلاف الاجيال والازمان. وكان اتباع الرسول يختلفون فيما بينهم لأجل الجاه والمال اللذين هما منبع النفاق في قلوب الناس. في هذه الحياة الفانية. (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) هذا هو قانون السعادة والفوز بالنعيم الخالد عقيدة صحيحة وايمان ثابت وعمل صالح وحياة سعيدة دائما. ان