التي بدئت بالتوحيد في العبادة والتوبة والانابة والرجعة الى الله في النهاية.
وهكذا يلتقي جمال التنسيق الفني في البدء والختام والتناسق بين المبدأ والختام وكمال النظرة والفكرة ، والاتجاه في هذا القرآن (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)
ان الحقيقة الاولى البارزة في سياق السورة كلها هي التركيز على الامر بعبادة الله وحده والنهي عن عبادة سواه. وتقرير ان هذا هو الدين كله لله.
ان هذا يعطينا ايحاءا عميقا بقيمة تلك الحقيقة الكبيرة ووزنها في ميزان الله عزوجل بحيث تستحق ألّا توكل الا الى المفهوم المتضمن لعبادة الله وحده. وتقرير ان لا اله الا هو الذي يستحق الطاعة والعبادة. ومن ثم جاء التعبير القرآني عن حقيقة التوحيد بالامر والنهي معا ، بحيث يؤكد أحدهما الاخر التوكيد الذي لا يبقى معه ثغرة ينفذ منها الشرك في كافة صوره.
(ألم : كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير أن لا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير) انذار وتحذير من العصيان الذي يهوي بصاحبه الى الخلود في النار او التبشير بالفوز والسعادة التي ينالها المؤمنون المطيعون في الدنيا والاخرة وذلك هو الفوز العظيم والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.