يقع فيها الفساد بتعبيد الناس لغير الله ، فأصحاب الدعوة الى ربوبية الله وحده ، وتطهير الارض من الفساد يصيبها بالدينونة لغيره ، وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين لاقرار ربوبية الله عزوجل على عباده.
(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩) وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِى هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (١٢٠) وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَٰمِلُونَ (١٢١) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (١٢٢) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (١٢٣))
البيان : وهذه الاشارة تكشف عن سنة من سنن الله في الامم ، فالامة التي يقع فيها الفساد بتعبيد الناس لغير الله عزوجل. فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد ، فان سنة الله ان تحق عليها اما الهلاك والاستئصال ، واما الهلاك والانحلال.
فأصحاب الدعوة الى عبودية الخالق وحده ، وتطهير الارض من الفساد الذي يصيبها بالدينونة لغيره هم ضمان الامان للامم والشعوب ، وهنا يبرز قيمة كفاح المكافحين لاقرار ربوبية الله وحده : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) : يعني لو أراد الخالق اجبار العباد على طاعته لفعل ولكن شاءت الارادة الآلهية ان يبين لهم طريق الجنة وطريق النار ويترك لهم الخيار وفي النهاية الحساب :
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
وحيث أن أكثر الناس ينجرون وراء أهوائهم فلذا استحقوا العذاب الخالد لخلود عصيانهم لو داموا في هذه الحياة فالمجازات على النوايا ولكل امرىء مانوى.
(وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ. وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وهكذا تختم السورة