ويفتح بصائرهم على استقامة الطريق ويهديهم الى الخير بوحي من حاسية الضمير وتقواه وهؤلاء يدخلون الجنة خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك المتقون.
(دَعْواهُمْ فِيها : سُبْحانَكَ اللهُمَّ ، وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
انه الانطلاق من هموم الحياة الدنيا ، وشواغلها ، والارتفاع عن ضروراتها وحاجاتها. والرفرفة في آفاق الرضى والتسبيح والحمد والسّلام ، تلك الافاق اللائقة بكمال الانسان المكرم عند خالقه الذي أسجد له ملائكته المقربين وبوأه مقام صدق في الاخرين :
(وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ).
ولقد كان أعداء الله يتحدون رسول الله ص وآله أن يعجل لهم العذاب ، فكان الجواب ما ذكره عزوجل. وكل هذا يصور حالة العناد التي كانوا يواجهون بها هدى الله تعالى وقد شاءت حكمته العادلة ان يؤجلهم ـ ليوم لا ريب فيه ـ وهو يقول عزوجل انه لو عجّل لهم العذاب لقضي عليهم. ثم يحذرهم من هذا الامهال الذي اذا نزل بهم عرفهم كيف حالهم
(كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ). فماذا كانت نهاية الاسراف في القرون الاولى.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (١٣) ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (١٤) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ