الطاعة والعصيان ، والجنة والنار ، وعبادة الرحمن الخالق الديان ، أو عبادة الشيطان الذي لا يرضى لمن أضله الا الخلود في النار.
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٠) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (٤١))
البيان : هذا طرف من وسائل المنهج الرباني في خطاب الفطرة الانسانية بهذه العقيدة يضم الى ذلك الطرف الذي سبق بيانه في الفقرة السابقة.
لقد خاطبها هناك بما في عوالم الاحياء من آثار التدبير الالهي والتنظيم البديع ، وبما في علم الله وهو هنا يخاطبها ببأس الله ، وبموقف الفطرة ازاءه حين يواجهها في صورة هائلة تهز للقلوب فيتساقط عنها ركام الشرك وتتعرى بفطرتها من هذا الركام ، الذي يحجب عنها ما هو مستقر في أعماقها :
(أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ) بل تدعونه وحده وتنسون شرككم كله ، هذا هو موقف الفطرة من الشرك الذي يزاولها أحيانا بسبب ما يطرأ عليها من الانحراف نتيجة عوامل شتى تغطي نصاعة الحقيقة الكامنة فيها.
انما هو التاريخ الطويل من العذاب البشع ومن الصراع الوحشي ومن الكبت والقمع.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (٤٢) فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (٤٤) فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٥))
البيان : انها المواجهة بنموذج من بأس الله سبحانه ، نموذج من الواقع التاريخي ، يعرض الناس لبأس الله وكيف تكون عاقبة تعرضهم له ،