القرآنية بمقاطعها هذه تهز القلوب بما لا تملك البيان البشري ، فلا أريد أن أوقف تدفعها وانسكابها في القلب.
(الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) ، لقد تكرر في القرآن المجيد ذكر معرفة أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى لهذا القرآن أو لصحة رسالة محمد عامة.
ان أهل الكتاب يعرفون ان هذا الكتاب حق من عند الله ويعرفون ما فيه من سلطان وقوة ومن خير وصلاح ، ويعلمون ان الارض لا تسعهم وتسع أهل الدين الصحيح.
ان أهل الكتاب يعلمون جيدا هذه الحقيقة في هذا الدين ، ويبحثون بجد كيف يستطيعون أن يفسدوا قوته ، كيف يحرفون الكلم فيه عن مواضعه.
ان اهل الكتاب يدرسون هذا الدين دراسة حادة عميقة فاحصة ، لا ليؤمنوا أو يتحققوا من صحته ، بل ليهتدوا الى معارضته ووقوع الفساد بين اهله واتباعه.
وهم من أجل هذه الاهداف كلها يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، ومن واجبنا نحن المسلمين ان نعرف ذلك جيدا ، ان الواقع التاريخي من خلال اربعة عشر قرنا ينطق بحقيقة واحدة ، هي هذه الحقيقة التي يقررها القرآن المجيد في هذه الآية :
(يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) وهذه الحقيقة تتضح في هذه الفترة وتتجلى بصورة خاصة. وتنطق بحوثهم بمدى معرفة أهل الكتاب بكل صغيرة وكبيرة عن طبيعة هذا الدين وتاريخه وحقيقة أمره ، وصحة ما جاء به من عند خالقه ، بواسطة الصادق الامين محمد ص وآله.
ان اسرار هذا القرآن ستظل تتكشف لأصحابه وللعالم بأسره