جديدا دائما. كلما عاشوا وتقدموا في ثقافتهم وان كانوا عنه معرضين وله معارضون عنادا وطغيانا ، وأرباب البصائر النيرة يرون بنور الله تعالى الذي يكشف عنه الحق المبين.
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢١) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤))
البيان : هذا الاستطراد في مواجهة المشركين بحقيقة ما يزاولونه ووصف موقفهم وعملهم في تقدير الله سبحانه ، مواجهة تبدأ باستفهام تقريري لظلمهم بافتراء الكذب على الله وذلك فيما كانوا يدعونه من أنهم على دينه الذي جاء به ابراهيم (ع).
والظلم هنا كناية عن الشرك في صورة التفظيع له والتقبيح ، والمراد منه الشرك ، والله سبحانه يقرر الحقيقة الكلية (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) ، ان الشرك ألوان متعددة :
(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ...) وفي مشهد الحشر والمواجهة تتعرى الفطرة من الركام الذي ران عليها في الدنيا (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ).
ان الفتنة التي تجلت هنا هي الفتنة ، واقرارهم بالله وحده وتنكرهم للشرك ماذا ينفعهم بعد كشف الغطاء وسد الاباب التي يقبل فيها توبة التائبين.
(انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) فالكذب منهم كان على أنفسهم لان الله لا يخدع عن جنته ولا تخفى عليه خافية. (وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) وغاب عنهم كل غرور.