بعض خصائص الالوهية مع الله. ويدعون رسول الله ص وآله ، أن يقرهم على هذا الذي هم فيه ليدخلوا هم فيما جاءهم به. كأن ذلك يمكن أن يكون. وكأنه يمكن ان يجتمع الاسلام والشرك في قلب واحد على هذا النحو الذي كانوا يتصورونه ، والذي لا يزال يتصوره كثير من الناس في هذا الزمان ، من انه يمكن أن يكون الانسان مسلما لله ، بينما هو يتلقى الشرائع والنظم من غير الله ويتولى غير الله.
وها هو الرسول ص وآله يواجه هؤلاء المشركين ليبين لهم مفرق الطريق بين دينه ودينهم وبين توحيده وشركهم ، وبين اسلامه وجاهليتهم ، ثم يقرر لهم انه لا موضع للقاء بينه وبينهم الا أن يتخلصوا هم من دينهم ويدخلون في دينه ، وانه لا وجه للمصالحة في هذا الامر ، لانه يفترق معهم في أول الطريق ، وها هو ذا يبدأ معهم العلني المكشوف
(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) أي شاهد في هذا الوجود كله هو اكبر شهادة ، شاهد تعلو شهادته كل شهادة ، فلا يبقى بعد شهادته شهادة (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ).
نعم الله تعالى هو الذي يقضي بالحق وهو خير الفاصلين ، هو الذي لا شهادة بعد شهادته ، فاذا تقرر مبدأ تحكيم الله سبحانه في القضية ، أعلن اليهم أن شهادة الله تعالى تضمنها هذا القرآن المجيد ، الذي أوحاه الى رسوله لينذرهم به ، فهو عليهم حجة بالغة :
(وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)
فكل من بلغه هذا القرآن من الناس بلغة يفهمها ويحصل منها محتواه ، فقد قامت عليه الحجة به ، وبلغه الانذار ، وحق عليه العذاب ان كذب بعد البلاغ.
(قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) والنصوص