(وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (٩) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠))
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (١١) قُلْ لِمَنْ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٢) وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣) قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٤) قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (١٦))
البيان : وهذا الاقتراح الذي كان المشركون يقترحونه والذي اقترحه من قبلهم أقوام كثيرون على رسلهم يثير جملة حقائق في المقام :
الحقيقة الاولى : ان اولئك المشركين من العرب لم يكونوا يجحدون الله ، ولكنهم كانوا يريدون تبرير لعنادهم واصرارهم على عدم تصديق الرسول ص وآله لمصالح لهم خاصة.
الحقيقة الثانية : ان العرب كانوا يعرفون الملائكة وكانوا يطلبون ان ينزل الله ملكا يكون مع الرسول ص وآله ، وهذا أيضا تبريرا لعنادهم لأجل أهواء لهم خاصة.
الحقيقة الثالثة : التي يثيرها النص القرآني في الفكر : هي طبيعة التصور الاسلامي ومقومات هذا التصور ، عن عالم الغيب وما وراء الطبيعة :
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)
ولقد كان تفسير التاريخ الانساني وفق قواعد منهجية لهذه التي كان القرآن يوجه اليه العرب وفق سنن مطردة تتحقق آثارها كلما تحققت أسبابها ـ باذن الله ـ