وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٧٩) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (٨٠)
وَيَقُولُونَ طاعَةٌ فَإِذا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللهُ يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٨١) أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢) وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلاَّ قَلِيلاً (٨٣))
البيان ـ هؤلاء الذين تتحدث عنهم هذه المجموعات الاربعة من الآيات ، قد يكونون هم أنفسهم الذين تحدثت عنهم مجموعة سابقة في هذا الدرس ، ويكون الحديث كله عن تلك الطائفة من المنافقين ، التي تصدر منها هذه الاعمال وهذه الاقوال كلها ، ويمكن ترجيح هذا لان ملامح النفاق واضحة فيما تصفه هذه المجموعات كلها ، وصدور هذه الاعمال وهذه الاقوال عن طوائف المنافقين في الصف المسلم امر أقرب الى طبيعتهم ، والى سوابقهم كذلك ، وطبيعة السياق القرآني شديدة الالتحام بين الآيات جميعا.
ولكن مجموعة الاولى من هذه المجموعات التي تتحدث عن الذين (قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ ...) هي التي جعلتنا لا تتردد في اعتبار الآيات كلها حديثا عن المنافقين.
ولذا ان الله عزوجل يعجب من أمر هؤلاء الناس الذين كانوا يدافعون حماسة الى القتال ويستعجلونه وهم في مكة ، يتلقون الأذى والاضطهاد والفتنة من المشركين ، حين لم يكن مأذونا لهم في القتال التي يريدها الله تعالى ، فلما جاء الوقت المناسب الذي قدره الله ، وتهيأت الظروف المناسبة وكتب عليهم القتال ـ في سبيل الله ـ اذا فريق منهم شديد الفزع حتى ليخشى الناس الذين أمروا بقتالهم ـ وهم اناس