المألوف في حياة البشر. ولكنه يحتبس عن كلام الناس وينفرد لمناجاة ربه. انه قانون الارادة الكاملة للمشيئة العليا. وقد صار يحيى باذن الله تعالى.
(وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (٤٢) يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣))
البيان : والاشارة الى الطهر هنا اشارة ذات مغزى ، وذلك لما لابس مولد عيسى (ع) من شبهات لم يتورع اليهود ان يلصقوها بمريم الطاهرة ، معتمدين على أن المولد لا مثال له في عالم المألوف فيزعمون أن وراءه سرا لا يشرف .. قبحهم الله.
وهنا تظهر عظمة دين الاسلام ويتبين مصدره عن يقين ، فها هو ذا محمد ص وآله رسول الاسلام الذي يلقى من اهل الكتاب ـ ومنهم النصارى ـ ما يلقى من التكذيب والعنت والجدل بالباطل.
ها هو ذا يحدث عن هذا الحادث فيقول : (يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) أي صدق وأية عظمة ، واية دلالة على عظمة هذا الدين المشرف ، وصدق رسوله الصادق الامين.
انه يتلقى الحق من ربه عن مريم وعن عيسى (ع) فيعلن هذا الحق وهذا التعظيم لعيسى وامه الطاهرة.
(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤))
البيان : وهي اشارة الى ما كان من تسابق سدنه الهيكل الى كفالة مريم حين جاءت امها بها وفاء لنذرها وعهدها مع ربها ، وقد انتهى الامر الى القرعة بالاقلام ، وكان الفائز بالاختيار الالهي زكريا (ع) فجرت الاقلام مع الماء الا قلم زكريا فانه ثبت. وكانت العلامة بينهم فسلموا له مريم (ع).