قالت (ع) : كان رسول الله ص وآله نهاني أن أسألك شيئا. فقال لي : لا تسألي ابن عمك شيئا الا أن يأتيك بشيء عفوا والا فلا تسأليه.
قال فخرج علي (ع) فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ثم أقبل به وقد أمسى فلقي مقداد بن الاسود فقال للمقداد ما أخرجك في هذه الساعة ، قال الجوع والذي عظم حقك يا امير المؤمنين ، فقال علي (ع) هو ما أخرجني وقد استقرضت دينارا وسآثرك به ثم دفعه اليه ، فرجع الى البيت.
فسار قليلا فوجد رسول الله ص وآله جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شيء مغطى ، فلما فرغت أحضرت جفنة فيها خبز ولحم فوضعتها أمام علي (ع) فقال (ع) : يا فاطمة أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فقال رسول الله ص وآله ألا أحدثك بمثلك ومثلها قال بلى قال : مثل زكريا اذ دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا ، قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فأكلوا منها شهرا ، وهي كما هي لم تنقص. وهي عند الحجة القائم عجل الله فرجه.
فلما سأل زكريا (ع) عن الطعام واجابته بما قالت تحركت في نفس زكريا الشيخ الذي لم يوهب ذرية تحركت في نفسه الرغبة التي لا تموت من نفوس الاخيار ، وهي الفطرة الاولى التي أوجدها الله تعالى هناك دعا زكريا ربه
(هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (٣٨) فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)