سؤال التبين والتمييز ووضع الشارة المميزة المعسكرين على وضوح لا اختلاط فيه ولا اشتباه : (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ..) فهم سواء في الخروج عن الخط المرسوم. المشركون واهل الكتاب هم مدعوون الى الاسلام بمعناه الذي شرحناه. مدعوون للاقرار بتوحيد ذات الخالق العظيم. ووحدة الالوهية ووحدة القوامة. مدعوون بعد هذا الى الخضوع والاستسلام وهو تحكيم منهج الله في الحياة (فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) فالهدى يتمثل في صورة واحدة هي صورة الاسلام. بحقيقته وطبيعته. وليس هناك صورة اخرى ولا منهج اخر يتمثل فيه الاهتداء انما هو الضلال والجاهلية والحيرة والزيغ والالتواء. والقلق والشقاء.
(وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ) فعند البلاغ تنتهي تبعة الرسول ص وآله. وينتهي عمله. اما الى اعتناق الدين. واما الى اداء الجزية. حيث لا اكراه في الدين (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢١) أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٢))
البيان : فهذا هو المصير المحتوم : عذاب اليم. لا يحدده بالدنيا او بالآخرة. فهو متوقع هنا وهناك. وبطلان لأعمالهم في الدنيا والآخرة في تعبير مصور. الحبوط هو انتفاخ الدابة التي ترعى نبتا مسموما توطئة لهلاكها. وهكذا اعمال ـ هؤلاء ـ لا يدينون بدين الاسلام او لا يلتزمون بنظام الاسلام هما معا على حد سواء : من يعتنق الاسلام ومن لم يلتزم بنظافة سواء
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٢٣) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤))