وقد تضمنت الآية الابانة عن فضل العلم والعلماء. فقد قرن تعالى العلماء بالملائكة المقربين وشهادتهم بشهادة الملائكة. وخصهم بالذكر كأنه لم يعتد بغيرهم. والمراد بهذا العلم التوحيد وما يتعلق به من علوم الدين لان الشهادة وقعت عليه. ومما جاء في فضل العلم والعلماء
فعن النبي ص وآله : ساعة من عالم ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاما. (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) اليهود والنصارى. حينما جعلوه لنيل الدنيا
(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٢٠))
البيان : انه لا سبيل الى مزيد من الايضاح بعدما تقدم. فاما اعتراف بوحدة الالوهية والقوامة. واما فلا توحيد ولا اسلام ولا دين
اذن فلا بد من الاسلام والاتباع. واما مماحكة ومداورة. واما فلا توحيد ولا اسلام ومن ثم يلقن الله تعالى رسوله ص وآله كلمة واحدة تبين عقيدته كما تبين منهج حياته.
(فَإِنْ حَاجُّوكَ) اي في التوحيد وفي الدين. (فَقُلْ) : أسلمت وجهي لله) (أنا) ومن (اتَّبَعَنِ) والتعبير بالاتباع ذو مغزى هنا. فليس هو مجرد التصديق. انما هو الاتباع. كما ان التعبير باسلام الوجه ذو مغزى بليغ. فليس هو مجرد النطق باللسان والاعتقاد بالجنان. انما هو كذلك الاستسلام. استسلام الطاعة والاتباع. واسلام الوجه كناية عن هذا الاستسلام. والوجه اعلى واكرم ما في الانسان ـ من اعضائه فهي صورة الانقياد والطائع الخاضع المتبع المستجيب.
هذا اعتقاد محمد ص وآله. ومنهج حياته. والمسلمون متبعوه ومقلدوه في اعتقاده. ومنهج حياته. فليسأل اذن اهل الكتاب والاميين