(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (١٩))
البيان : ما دام الله عزوجل هو المتفرد بالالوهية والقوامة. فان اول مستلزمات الاقرار بهذه الحقيقة ، هو الاقرار بالعبودية وتحكيم في ملكه دون سواه.
ويضمن هذه الحقيقة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) ولمشيئته الاستسلام والرضا والاذعان اذن فليس الدين الذي يقبله الله لعباده هو مجرد ما يتصوره العبيد ويختارونه لانفسهم.
وبهذا الجزم القاطع يقرر الله سبحانه في القرآن المجيد معنى الدين وحقيقة التدين. فلا يقبل من العباد الا صورة واحدة ناصعة قاطعة هي (دين الاسلام) والاستسلام بالتحاكم الى كتابه ومنهجه ونظامه .. فمن لم يرض ولم يستسلم لما اختاره الخالق لمخلوقاته فليس له دين. وليس مسلما. وان ادعى الاسلام. وادعى انه على دين الله. فدين الله ما عينه وحدده الله عزوجل دون سواه.
لا. بل ان الذي يتخذ الكفار اولياء ـ او من لا يذعن في التحاكم لمنهج الله. فليس من الله في شيء ولا علاقة ولا صلة له بالله اصلا.
ويشتد التحذير من هذه الولاية التي تذهب بالدين من اسسه. ويختم الدرس بكلمة حاسمة قاطعة : ان الاسلام هو طاعة الله ورسوله. وان الطريق الى الله هو طريق الاتباع للرسول وليس مجرد الاعتقاد بالقلب. ولا الشهادة باللسان. (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) .. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ).