ولا يخفى : أنّ الاقرار بنبوّة عيسى وكتابه وما بشّر به امته لا يكون حاسما لكلام الجاثليق ، إلّا إذا اريد المجموع من حيث المجموع ، بجعل الاقرار بعيسى على نبينا وآله وعليهالسلام مرتبطا بتقدير بشارته المذكورة.
______________________________________________________
أقول : ان الإمام عليهالسلام بكلامه هذا أوضح للجاثليق : بانه مستعدّ لأن يدلّه على ما جاء في الانجيل من التصريح بالصغرى أيضا.
قال الجاثليق : أمر سديد.
عندها قال الإمام عليهالسلام : خذ عليّ السفر الثالث من الانجيل ، ثم قرأ منه حتى بلغ ذكر محمد وأهل بيته وامته ، ممّا دل على الصغرى الشخصية أيضا ، ثم انجرّ الكلام إلى ان قال الجاثليق : لا أنكر ما قد بان لي في الانجيل واني لمقرّ به ، (١) وتفصيل القصة مذكور في الاحتجاج والبحار وغيرهما.
هذا (ولا يخفى : أنّ الاقرار) من الإمام عليهالسلام (بنبوّة عيسى وكتابه وما بشّر به امته) بنحو الاجمال (لا يكون حاسما لكلام الجاثليق) أي : رادا له حتى ينقطع استصحابه (إلّا إذا اريد) أي أراد الإمام عليهالسلام (المجموع من حيث المجموع ، بجعل الاقرار بعيسى على نبينا وآله وعليهالسلام مرتبطا بتقدير بشارته المذكورة) يعني : بأن جعل الإمام عليهالسلام الاقرار معلّقا على نبوة مركّبة مع التبليغ والبشارة على نحو المركب الارتباطي بحيث لو أنكر انهم الجزء انعدم المركب كلّه ، وحينئذ ينقطع الكتابي في تمسكه بالاستصحاب.
__________________
(١) ـ الاحتجاج : ص ٤١٧ ، التوحيد : ص ٤٢٠ ، عيون اخبار الرضا : ص ١٥٦ ـ ١٥٨ ح ١ ، بحار الانوار : ج ١٠ ص ٣٠٢ ب ١٩ ح ١.