وكتابه؟ هل تنكر منهما شيئا؟ قال عليهالسلام : أنّا مقرّ بنبوة عيسى وكتابه ، وما بشّر به امّته ، وأقرّت به الحواريون ، وكافر بنبوّة كلّ عيسى لم يقرّ بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكتابه ، ولم يبشّر به امته. ثم قال الجاثليق : أليست تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟ قال عليهالسلام : بلى. قال الجاثليق : فأقم شاهدين عدلين من غير أهل ملّتك على نبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّن لا ينكره النصرانيّة ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا ، قال عليهالسلام : «الآن جئت بالنصفة يا نصراني!».
______________________________________________________
وكتابه؟ هل تنكر منهما شيئا؟ قال عليهالسلام : أنّا مقرّ بنبوة عيسى وكتابه ، وما بشّر به امّته ، وأقرّت به الحواريون) من النبوة التي فيها بشارة لنبينا (وكافر بنبوّة كلّ عيسى لم يقرّ بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وكتابه ، ولم يبشّر به امته) فليس لي يقين بنبوة لم تبشر بنبينا حتى يتم الاستصحاب.
(ثم قال الجاثليق : أليست تقطع الأحكام) أي النزاعات (بشاهدي عدل؟) فإذا لم أتمكن من إثبات نبوّة نبيّ بالاستصحاب ، أليس فصل الأمر إلى الشهود؟ (قال عليهالسلام : بلى).
وحينئذ : (قال الجاثليق : فأقم شاهدين عدلين من غير أهل ملّتك) أي : من غير المسلمين ، لأن المسلمين في نظر الجاثليق متهمون بأنهم يجرّون النار إلى قرصهم ، فيشهدان (على نبوّة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّن لا ينكره النصرانيّة) لأن الشاهد يجب ان يكون مقبولا عند الطرفين : المدّعي والمنكر (وسلنا مثل ذلك) أعني : شاهدين عادلين (من غير أهل ملتنا) أي : من غير النصارى على صحة دين عيسى.
(قال عليهالسلام : «الآن جئت بالنصفة يا نصراني!») والانصاف والنصفة بمعنى واحد ، وذلك باعتبار أن كل واحد من المتنازعين يأخذ النصف ، لا ان يجوز أحدهما على الآخر بأخذ الكل أو الأكثر.