فرسا ولا يحمل كلّا ولا ينكي عدوا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انصرفوا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن». فانصرفوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).
الآية : ١٠ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً).
قال مقاتل بن حيان : نزلت في رجل من غطفان يقال له مرثد بن زيد ، ولي مال ابن أخيه وهو يتيم صغير ، فأكله ، فأنزل الله فيه هذه الآية (٢).
الآية : ١١ ـ قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ).
قال القرطبي : بيّن الله تعالى في هذه الآية ما أجمله في قوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ) ، (وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ).
عن ابن المنكدر ، عن جابر قال : عادني رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر في بني سلمة يمشيان ، فوجداني لا أعقل ، فدعا بماء فتوضأ ، ثم رش عليّ منه ، فأفقت ، فقلت : كيف أصنع في مالي يا رسول الله؟ فنزلت : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) الآية (٣).
وعن بشر بن الفضل قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله قال : جاءت امرأة بابنتين لها فقالت : يا رسول الله ، هاتان بنتا ثابت بن قيس ، أو قالت : سعد بن الربيع ، قتل معك يوم أحد ، وقد استفاء عمهما مالهما وميراثهما ، فلم يدع لهما مالا إلا أخذه ، فما ترى يا رسول الله؟ فو الله ما ينكحان أبدا إلا ولهما مال. فقال : «يقضي الله في ذلك». فنزلت سورة النساء وفيها : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) إلى آخر الآية. فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ادع لي المرأة وصاحبها». قال لعمهما : «أعطهما الثلثين ، وأعط أمهما الثمن ، وما بقي فلك» (٤).
__________________
(١) النيسابوري ١٢٢ ، والسيوطي ، ٦٧ ـ ٦٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ٥ / ٤٦.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ٥ / ٥٣ ، وزاد المسير ، ج ٢ / ٢٣.
(٣) رواه الشيخان في صحيحيهما. البخاري : التفسير / النساء ، باب : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) ، رقم : ٤٣٠١ ، ومسلم : الفرائض ، باب : ميراث الكلالة ، رقم : ١٦١٦. والذي في مسلم : محمد بن حاتم عن حجاج بن محمد عن ابن جريج ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ٥ / ٥٩.
(٤) النيسابوري ، ١٢٣ ـ ١٢٤ ، والسيوطي ، ٦٨ ـ ٦٩ ، وتفسير ابن كثير ، ج ١ / ٤٥٧.