عفان ، وكانا قد
أسلفا في التمر ، فلما حضر الجداد قال لهما صاحب التمر : لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما
أخذتما حظكما كله ، فهل لكما أن تأخذا النصف وأضعف لكما؟ ففعلا ، فلما حل الأجل
طلبا الزيادة ، فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنهاهما ، وأنزل الله تعالى هذه الآية ، فسمعا وأطاعا وأخذا
رءوس أموالهما .
وقال السدي : نزلت
في العباس وخالد بن الوليد ، وكانا شريكين في الجاهلية ، يسلفان في الربا ، فجاء
الإسلام ولهما أموال عظيمة في الربا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ألا إن كل ربا من ربا الجاهلية موضوع ، وأول ربا أضعه
ربا العباس بن عبد المطلب» .
الآية
: ٢٨٠ ـ قوله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو
عُسْرَةٍ).
قال الكلبي : قالت
بنو عمرو بن عمير لبني المغيرة : هاتوا رءوس أموالنا ولكم الربا ، ندعه لكم. فقالت
بنو المغيرة : نحن اليوم أهل عسرة ، فأخرونا إلى أن تدرك الثمرة. فأبوا أن يؤخروهم
، فأنزل الله تعالى : (وَإِنْ كانَ ذُو
عُسْرَةٍ) الآية.
الآية
: ٢٨٥ ـ قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ
بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ).
عن العلاء ، عن
أبيه ، عن أبي هريرة قال : لما أنزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَإِنْ تُبْدُوا ما
فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) [سورة البقرة ،
الآية : ٢٨٤] اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام
والجهاد والصدقة ، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم ـ أراه
ـ قالوا : سمعنا وعصينا ، قولوا : سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا وإليك المصير». فلما
اقترأها القوم وجرت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ
إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ)
__________________