تعالى تصديقا لذلك : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) (١).
عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : أتى وحشي إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا محمد ، أتيتك مستجيرا ، فأجرني حتى أسمع كلام الله. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قد كنت أحب أن أراك على غير جوار ، فأما إذ أتيتني مستجيرا فأنت في جواري حتى تسمع كلام الله». قال : فإني أشركت بالله ، وقتلت النفس التي حرم الله تعالى ، وزنيت ، هل يقبل الله مني توبة؟ فصمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى نزل : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ) إلى آخر الآية ، فتلاها عليه ، فقال : أرى شرطا ، فلعلي لا أعمل صالحا ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [سورة النساء ، الآية : ٤٨] فدعا به فتلاها عليه ، فقال : ولعلي ممن لا يشاء ، أنا في جوارك حتى أسمع كلام الله. فنزلت : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) [سورة الزمر ، الآية : ٥٣]. فقال : نعم الآن لا أرى شرطا ، فأسلم (٢).
__________________
(١) رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما : البخاري : التفسير / البقرة ، باب : قوله تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ، رقم : ٤٢٠٧ ، ومسلم : الإيمان ، باب : كون الشرك أقبح الذنوب وبيان أعظمها بعده ، رقم : ٨٦ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٣٢٦.
(٢) النيسابوري ، ٢٨٠ ـ ٢٨١ ، والسيوطي ، ٢٠٦ ـ ٢٠٧ ، وزاد المسير ، ج ٦ / ١٠٤ ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير برقم ١١٤٨٠ ، وفي مجمع الزوائد ، ج ٧ / ١٠١ ، وقال : فيه أبين بن سفين ، ضعفه الذهبي.