النَّاسِ
حِجُّ الْبَيْتِ) [سورة آل عمران ،
الآية : ٩٧] قالوا : يا رسول الله ، أفي كل عام؟ فسكت ، ثم قالوا : أفي كل عام؟
فسكت ، ثم قال في الرابعة : «لا ، ولو قلت نعم لوجبت». فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) .
الآية
: ١٠٥ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا
اهْتَدَيْتُمْ).
قال الكلبي ، عن
أبي صالح ، عن ابن عباس : كتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أهل هجر ، وعليهم منذر بن ساوى ، يدعوهم إلى الإسلام ،
فإن أبوا فليؤدوا الجزية. فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود
والنصارى والصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام ، وكتب إليه رسول
الله صلىاللهعليهوسلم : «أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف. وأما
أهل الكتاب والمجوس فاقبل منهم الجزية». فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ،
فقال منافقو العرب : عجبا من محمد ، يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى
يسلموا ، ولا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر
ما ردّ على مشركي العرب. فأنزل الله تعالى : (عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) يعني من ضل من أهل الكتاب .
الآية
: ١٠٦ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ).
عن محمد بن القاسم
، عن عبد الملك بن سعيد بن جبير ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : كان تميم الداري
وعدي بن زيد يختلفان إلى مكة ، فصحبهما رجل من قريش من بني سهم ، فمات بأرض ليس
بها أحد من المسلمين ، فأوصى إليهما بتركته ، فلما قدما دفعاها إلى أهله ، وكتما
جاما كان معه من فضة ، كان مخوصا بالذهب ،
__________________