يتهمون نوحا (ع) بالجنون ، ونوح يظهر لله ضعفه ويدعوه أن ينتصر له ، وتستجيب السماء فينهمر المطر وتنفجر عيون الأرض ، ويلتقي ماء السماء بماء الأرض ، ثم يغرق الكافرون ، وينجي الله نوحا ومن آمن معه ، ويطرح القرآن سؤالا لإيقاظ القلوب الى هول العذاب وصدق النذير : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) (١٦)؟
وهذا القرآن سهل التناول ، ميسّر الإدراك ، فيه جاذبية الصدق والبساطة وموافقة الفطرة ، لا تفنى عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد ، وكلّما تدبّره القلب عاد منه بزاد جديد ، وكلّما صحبته النفس زادت له ألفة ، وبها أنسا : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (١٧)؟ هذا هو التعقيب الذي يتكرّر بعد كل مصرع من مصارع السابقين.
٢ ـ عاد قوم هود
[الآيات ١٨ ـ ٢٢]
أرسل الله عليهم ريحا عاتية ، تدمّر كلّ شيء بإذن ربّها ، وقد سلسلوا أنفسهم بالسلاسل حتّى لا تعصف بهم الريح ، وشقّوا لأجسامهم شقوقا داخل الأرض ، وتركوا رؤسهم خارجها ، فكانت الريح تكسر رؤوسهم وتتركهم كالنخيل التي قطعت رؤوسها ، وتركت أعجازها وجذورها.
٣ ـ ثمود قوم صالح
[الآيات ٢٣ ـ ٣٢]
وقد أرسل إليهم نبي الله صالح ومعه الناقة ، وأخبرهم بأن الماء قسمة بينهم وبينها ، فللناقة يوم ولهم يوم ، لها شرب ولهم شرب يوم معلوم.
وكان اليوم الذي ترد فيه ثمود البئر ، لا تأتي الناقة اليه ولا تشرب منه ، ولكنها تسقيهم لبنا ؛ وفي اليوم التالي تحضر شربها وحدها. ومع وضوح هذه الآية ، فإنّ ثمود ملّت هذه القسمة ، وحرّضوا شقيّا من الأشقياء على قتل الناقة ، فلما قتلها استحقّوا عقاب الله ، وأرسل الله عليهم صيحة واحدة فكانوا كفتات الحشيش اليابس الذي يجمعه صاحب الحظيرة لغنمه.
٤ ـ قوم لوط
[الآيات ٣٣ ـ ٤٠]
اشتهر قوم لوط ، عليهالسلام ، بالشذوذ الجنسي ، حيث استغنى