المتعاقبة يخلف بعضها بعضا ، «وجولة في الأرض والسّماوات للبحث عن أيّ أثر للشّركاء الّذين يدعونهم من دون الله ؛ وجولة في السّماوات والأرض ، كذلك لرؤية يد الله القوية تمسك بالسماوات والأرض أن تزولا ، وجولة مع هؤلاء المكذّبين بتلك الدلائل والآيات كلها ؛ وهم قد عاهدوا الله من قبل : لئن جاءهم نذير ليكوننّ أهدى من إحدى الأمم ، ثمّ نقضوا هذا العهد وخالفوه. فلمّا جاءهم نذير ما زادهم إلّا نفورا ؛ وجولة في مصارع المكذّبين من قبلهم ، وهم يشهدون آثارهم الداثرة ، ولا يخشون أن تدور عليهم الدائرة ، وأن تمضي فيهم سنّة الله الجارية» (١). ثمّ الختام الموحي الموقظ للقلب ، المبين فضل الله العظيم في إمهال العصاة : فإن تابوا قبل توبتهم ، وإن أصرّوا على المعصية عاقبهم وحاسبهم ؛ قال تعالى :
(وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً (٤٥)).
__________________
(١). سيّد قطب : في ظلال القرآن ٢٢ : ١٣٦.