فتفريغ الذمّة بهذا على مذهب المخطئة من حيث إنّه نفس المراد الواقعيّ بجعل الشارع ، لا من حيث انّه شيء مستقلّ في مقابل المراد الواقعيّ ، فضلا عن أن يكون هو المناط في لزوم تحصيل العلم واليقين.
والحاصل : أنّ مضمون الأوامر الواقعيّة المتعلقة بأفعال المكلّفين مراد واقعيّ حقيقي.
ومضمون الأوامر الظاهريّة المتعلّقة بالعمل بالطرق المقرّرة ذلك
______________________________________________________
وعليه : (فتفريغ الذّمة بهذا) النحو الثاني (على مذهب المخطّئة) ومذهب من لا يرى التصويب ، انّما هو (من حيث انّه) أي : مضمون الطرق ، هو (نفس المراد الواقعي) لكن تنزيلا ، و (بجعل الشارع) فانّ الشّارع قد نزّل مضمون الطرق منزلة الواقع جعلا.
(لا من حيث انّه شيء مستقل في مقابل المراد الواقعي) حتى يكون الأمر واقعا مخيرا بين الواقع ومضمون الطرق ، بل إنّ مضمون الطرق عبارة أخرى عن الواقع التنزيلي (فضلا عن أن يكون هو) أي : مضمون الطرق (المناط في لزوم تحصيل العلم واليقين) فانّ مضمون الطرق ليس في عرض الواقع ، فضلا عن أن يكون أفضل من الواقع.
(والحاصل : انّ مضمون الأوامر الواقعيّة المتعلّقة بأفعال المكلفين ، مراد واقعي حقيقي) للمولى ، لأنّ مضمون الأوامر هي التي فيها المصالح ، ومضمون النواهي هي التي فيها المفاسد ، والمولى إنّما يريد الاتيان بالمصالح والترك للمفاسد.
هذا (ومضمون الأوامر الظاهريّة المتعلّقة بالعمل بالطرق المقررة) هو (ذلك