ورجل بخراسان لا يعلم من وصيّه ، لم يسعه ذلك؟ قال : لا يسعه ، إنّ الامام إذا مات رفعت حجّة وصيّه على من هو معه في البلد ، وحقّ النّفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم انّ الله عزوجل
______________________________________________________
وهو : مطلق الموت ، كما ورد في قوله سبحانه بالنسبة الى يوسف : (حَتَّى إِذا هَلَكَ) (١).
وقال سبحانه : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) (٢).
فاذا توفي الامام بالمدينة ـ مثلا ـ (ورجل بخراسان لا يعلم من وصيّه) والامام بعده ، (لم يسعه ذلك) والكلام على سبيل الاستفهام أي : ألم يكن معذورا؟.
(قال عليهالسلام : لا يسعه إنّ الإمام إذا مات رفعت حجّة وصيّه) أي : ظهر الدليل على الوصي والامام من بعده ، والرفع بمعنى الظهور ، لأنّ الشيء المرتفع يظهر للناس ، وكذلك الحجّة المرفوعة تظهر (على من هو معه في البلد) أي : من هو في بلد الامام ، فانه يظهر له ذلك بحيث يعرف الوصي والامام من بعده.
وعليه : فلا تبقى حجّة للذين هم في بلد الامام عليهالسلام في عدم معرفتهم الوصي والامام اللاحق.
هذا بالنسبة الى من كان في بلد الامام ، وأما من كان في البلاد الاخرى ، فانه قد وجب (وحق النفر على من ليس بحضرته) أي : بحضرة الامام وفي بلده ، فانه (إذا بلغهم) مضي الامام السابق وموته وجب على جماعة منهم أن ينفروا الى بلد الامام الذي توفي فيه ليستظهروا من هو الامام والوصي من بعده.
ثم إن الامام عليهالسلام استشهد لوجوب النفر بهذه الآية قائلا : (إنّ الله عزوجل
__________________
(١) ـ سورة غافر : الآية ٣٤.
(٢) ـ سورة القصص : الآية ٨٨.