مع أنّه يمكن فرض الخلوّ عن الصغيرة والكبيرة.
إذا علم منه التوبة من الذنب السّابق. وبه يندفع الايراد المذكور ، حتّى على مذهب من يجعل كلّ ذنب كبيرة.
______________________________________________________
ولأنّه تعالى بشّر الفاسق بالعذاب ، وحكم بأن من اجتنب الكبائر يكفّر عنه سيئاته ، فيعلم منه : انّ الفاسق هو مرتكب الكبيرة ، ولا يشمل مرتكب الصغيرة.
وعليه : فمن علم اجتنابه عن الكبائر ، وعلم ارتكابه للصغيرة بدون الاصرار ، أو احتمل في حقّه ذلك ، يكون داخلا في مفهوم الآية ، فاشكال : انّ الآية خاصة بالمعصومين ، ومن حذا حذوهم ، غير وارد.
(مع انّه يمكن فرض الخلوّ عن الصغيرة والكبيرة) معا ، فانه ان سلّمنا : انّ المنطوق يدل على وجوب التبيّن ، في خبر من خرج عن الإطاعة بالكبيرة أو الصغيرة ، أو احتمل في حقه ذلك إلّا انّ المفهوم لا ينحصر في المعصوم ومن تلا تلوه ، بل يدخل فيه غيرهم أيضا.
كما (إذا علم منه التوبة من الذنب السّابق) ولم يرتكب بعد صغيرة ولا كبيرة ، فانه ليس بمعصوم ولا تاليا تلو المعصوم ، ومع ذلك يقبل خبره ، لأنّه لا يصدق عليه : الفاسق ، لفرض إنه تاب ولم يرتكب بعد كبيرة ولا صغيرة.
(وبه) أي : بهذا الفرض الذي ذكرناه : من خلوّ الانسان بالتوبة (يندفع الايراد المذكور) الذي أورده المستشكل على مفهوم آية النبأ من انحصار المفهوم في المعصوم ، ومن حذا حذوه.
فانه يندفع به (حتّى على مذهب من يجعل كلّ ذنب كبيرة) اذ الفقهاء اختلفوا في : ان كلّ ذنب كبيرة ـ كما ذهب إليه جمع ـ أو : انّه قد يكون كبيرة وقد يكون صغيرة ـ كما ذهب إليه المشهور ـ.