لا الظنّ الخاصّ.
ومنها : انّ المراد بالفاسق مطلق الخارج عن طاعة الله ولو بالصّغائر.
فكلّ من كان كذلك أو احتمل في حقّه ذلك وجب التبيّن في خبره
______________________________________________________
يعمل بها العامة ، ولا يعمل بها الخاصة ، فانّ الظنّ المطلق لا يكفي في اصول الدين ولا في اصول الفقه.
(لا الظنّ الخاصّ) الثابت حجّيته بالكتاب ، والسنّة ، والاجماع ، والعقل ، فانه يكفي ذلك في اصول الفقه ـ كما تقدّم تحقيقه مفصلا ـ.
(ومنها) وهو الثامن من الاشكالات الواردة على مفهوم آية النبأ ـ في حجّية خبر العادل ـ القابل للذّب عنه هو : (انّ المراد بالفاسق) هو الفاسق الواقعي ، لأنّ الألفاظ موضوعة للمعاني الواقعيّة النفس الأمرية ، دون من علم فسقه أو لم يعلم فسقه.
والفاسق ، هو : (مطلق الخارج عن طاعة الله ولو بالصّغائر) لأنّ الفسق عبارة عن الخروج ، والخارج بالصغائر أيضا خارج (فكلّ من كان كذلك) أي : كان مرتكبا للكبائر أو الصغائر (أو احتمل في حقّه ذلك) وان كان في نظرنا عادلا ، لكن لا بالقطع ، لأنّ القطع بالعدالة لا يجتمع مع احتمال الفسق (وجب التبيّن في خبره).
فانّ المراد بالفسق ـ على ما عرفت ـ : الفسق الواقعي ، سواء علم به أم لا ، فكل من علمنا فسقه ، أو احتملنا فسقه ، يكون داخلا في المنطوق ، ولا يبقى داخلا في المفهوم حينئذ ، إلّا من علمنا عدم فسقه ، وينحصر من علم عدم فسقه في المعصوم عليهالسلام ، اذ العادل أيضا يمكن أن يكون فاسقا واقعا وإن كان في نظرنا عادلا.