وضعف هذا الايراد على ظاهره واضح ، لان كل واسطة من الوسائط انّما يخبر خبرا بلا واسطة ، فان الشيخ قدسسره ، اذا قال : «حدثني المفيد ، قال : حدثني الصدوق ، قال حدثني أبي ، قال : حدثني الصفار ، قال : كتب اليّ العسكري عليهالسلام» ، فان هناك بمقتضى الآية أخبارا متعددة بتعدد الوسائط. فخبر الشيخ قوله «حدثني المفيد ، الخ» ، وهذا خبر بلا واسطة يجب تصديقه.
______________________________________________________
(وضعف هذا الايراد ـ على ظاهره ـ واضح) وان كان مراد المستشكل ايضا ظاهر الاشكال المذكور ، فهو ايضا ضعيف جدا (لان كل واسطة من الوسائط انّما يخبر خبرا بلا واسطة).
فان المخبر الذي هو يعاصرنا ، لا يخبرنا عن الامام عليهالسلام رأسا حتى يكون خبرا بالواسطة ولا يشمله مفهوم الآية بل المخبر المعاصر لنا يخبر خبرا واحدا ومن تقدمه ، يخبر خبرا واحدا عمن تقدّم عليه ، وهكذا ، فيكون كل خبر خبر ، خبرا بلا واسطة.
(فان الشيخ قدسسره اذا قال «حدثني المفيد : قال حدثني الصدوق ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني الصفار ، قال : كتب اليّ العسكري عليهالسلام») حيث ان الصفار كان معاصرا له عليهالسلام (فان هناك بمقتضى الآية) ومفادها (أخبارا متعددة بتعدد الوسائط) ففي مثل المقام خمسة أخبار بلا واسطة ، لكنها أخبار طويلة كل خبر في طول الخبر الآخر.
(فخبر الشيخ قوله «حدثني المفيد الخ») فقط يعني : انتهى خبر الشيخ الى هذا الحد (وهذا خبر) عادل (بلا واسطة يجب تصديقه) ويثبت المخبر به أعني : اخبار المفيد ، ويكون كما لو سمعنا من المفيد يحدث ويقول «أخبرني ...».