ومنها : ان مفهوم الآية لو دل على حجية خبر العادل لدل على حجية الاجماع الذي أخبر به السيّد المرتضى وأتباعه قدسسرهم ، من عدم حجية خبر العادل ، لانهم عدول أخبروا بحكم الامام عليهالسلام ، بعدم حجية الخبر.
______________________________________________________
فاذا قال ـ مثلا : اكرم العلماء.
وقال ايضا : لا تكرم الفساق.
وكان الفساق بين علماء وجهال ، فاخرج بدليل ثالث ، الجهال من لا تكرم الفساق ، فانه لا تنقلب النسبة فيهما ، بان يكون أكرم العلماء ، أعم مطلقا من لا تكرم الفساق بحجة انّه لم يبق تحت لا تكرم الفساق الا فساق العلماء وتكون النسبة حينئذ مثل ما اذا قال : اكرم العلماء ولا تكرم فساق العلماء ، حيث يكون لا تكرم فساق العلماء ، أخص مطلقا من أكرم العلماء.
بل تبقى مادة الاجتماع فيها ، بحكم مادة الاجتماع بين العامين من وجه ، وذلك لوضوح ان النسبة بين الجميع تكون ثابتة وواحدة لا ان النسبة فيها انقلاب وتغيير.
(ومنها) وهو الثاني من الاشكالات الواردة على دلالة آية النبأ ، القابلة للذب عنها ، لانها غير تامة هو (: ان مفهوم الآية ، لو دل على حجية خبر العادل لدل) هذا المفهوم (على حجية الاجماع ، الذي اخبر به السيّد المرتضى وأتباعه قدسسرهم : من عدم حجية خبر العادل).
وانّما يشمل مفهوم آية النبأ أخبار هؤلاء العلماء (لانهم) أي : هؤلاء العلماء أيضا (عدول أخبروا) في ضمن الاجماع المدعى (بحكم الامام عليهالسلام بعدم حجية الخبر) الواحد فيلزم أن يشمل المفهوم : التناقض بحجية خبر العادل ، وعدم حجية خبر العادل فيتساقطان ، فلا يبقى مفهوم ، فلو كان للآية مفهوم لم يكن لها