وجه الفساد : أنّ الحكم إذا اثبت بخبر الفاسق ، بشرط مجيء الفاسق به كان المفهوم بحسب الدلالة العرفيّة ، أو العقليّة ، انتفاء الحكم المذكور في المنطوق عن الموضوع المذكور فيه
______________________________________________________
الثاني : أن يكون المراد منه : مجيء العادل بالنبإ ، وحيث انّ الاحتمال الأوّل ، من باب السالبة بانتفاء الموضوع ـ وهو مجاز ـ يحمل الآية المباركة على الثاني ، وهو : مجيء العادل بالنبإ ، فيتم المطلوب من دلالة الآية على حجّية خبر العادل.
وأما (وجه الفساد) في التقرير الأول ، فهو : إنّ المفهوم ، هو المنطوق مع سلب أو إيجاب مخالف للمنطوق ، فاذا قال : إن جاءك زيد فاكرمه ، كان مفهومه :
إن لم يجئك زيد فلا تكرمه ، لا انّ المفهوم يكون حكما على موضوع جديد ، غير مذكور في المنطوق ، فلا يكون مفهوم إن جاءك زيد : ان لم يجئك عمرو.
وعليه : فكيف قلتم : ان المفهوم لقوله سبحانه : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ) هو : ان جاءكم عادل؟ فمن أين يأتي العادل في المفهوم ، وهو ليس بمذكور في المنطوق؟.
ف (انّ الحكم) أي : وجوب التبيّن المذكور في الآية المباركة (اذا ثبت بخبر الفاسق ، بشرط مجيء الفاسق به) بأن كان معنى المنطوق : إن جاءكم فاسق بنبإ ، فتبيّنوا في خبر الفاسق (كان المفهوم بحسب الدّلالة العرفيّة ، أو العقليّة).
وإنّما قال : العرفيّة أو العقليّة ، لأن بعضهم ذهب الى أنّ دلالة اللّفظ على المفهوم ، من باب الدّلالة العرفيّة ، وبعضهم ذهب الى انّ الدلالة المفهوميّة هي دلالة عقلية ، أي : يراها العقل لا العرف.
فالمفهوم هو (انتفاء الحكم المذكور في المنطوق) أي : انتفاء وجوب التبيّن الذي ذكر في منطوق الآية المباركة (عن الموضوع المذكور فيه) أي : في نفس