وما لم يكن فيه سنّة مني فما قال أصحابي فقولوا به ، فانّما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيّها اخذ اهتدي ، وبأيّ اقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي رحمة لكم.
قيل : يا رسول الله ، ومن أصحابك ، قال : أهل بيتي ،
______________________________________________________
(وما لم يكن فيه سنّة منّي ، فما قال أصحابي ، فقولوا به) أي : اعملوا على طبق مقالتهم (فانّما مثل أصحابي فيكم) والمراد بهم : الائمة الطاهرون عليهمالسلام ، فان مثلهم (كمثل النجوم ، بأيّها أخذ اهتدي) و : أخذ ، و : اهتدي ، كلاهما على صيغة المجهول (و) في صورة التعارض بين أقوالهم ، ف (بأي أقاويل أصحابي أخذتم ، اهتديتم) وهذا من قبيل ما روي : انه عند اختلاف الرّوايات يتخير الانسان ، بين أن يأخذ بهذه الرّواية ، أو بتلك الرّواية ، فقد قال عليهالسلام :
«بأيهما أخذت من باب التسليم وسعك» (١).
كما هو مذكور في الوسائل في كتاب القضاء ، وفي غيره أيضا.
(و) قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : (اختلاف أصحابي رحمة لكم) حيث للانسان ، أن يأخذ بهذا القول ، فيعمل به ، او بذاك القول ، فيعمل طبقه.
وذلك فيما اذا كانت هناك أخبار متعارضة وردت الينا ، ولم نعلم انّ أيها هو الواقع؟ فلربّما كان كلاهما واقعا ، فيكون الحكم تخييريا ، وقد بيّن الامام عليهالسلام ، مرّة : هذا الطرف من التخيير ، واخرى : الطرف الآخر منه.
ثم انه (قيل يا رسول الله : ومن أصحابك؟ قال : أهل بيتي) (٢) علي والائمة
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٦ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٠٨ ب ٩ ح ٣٣٣٣٩.
(٢) ـ بصائر الدرجات : ص ١١ ح ٢ ، معاني الاخبار : ص ١٥٦ (بالمعنى) ، الاحتجاج : ص ٣٥٥ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٢٠ ب ٢٩ ح ١.