وقد صحّ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال : «ما خالف كتاب الله فليس من حديثي ، أو لم أقله» ، مع أنّ أكثر عمومات الكتاب قد خصّص بقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وممّا يدلّ على أنّ المخالفة لتلك العمومات لا تعدّ مخالفة ، ما دلّ من الأخبار على بيان ما لا يوجد حكمه في الكتاب والسنّة النبويّة صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ بناء على تلك العمومات
______________________________________________________
لا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، الّا في الموارد الفلانية ، فانا نقول فيها : خلاف القرآن؟ وهل هذا إلا من التناقض الواضح؟.
(وقد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم انه قال : ما خالف كتاب الله ، فليس من حديثي ، أو لم أقله) (١) والترديد ب «أو» بين الجملتين امّا من الرّاوي ، وانّه شكّ في أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : فليس من حديثي ، أو قال : لم أقله ، أو أنّ المراد بأو : انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال مرة ذلك ، وقال اخرى هذا ـ (مع انّ أكثر عمومات الكتاب ، قد خصّص بقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقوله : ما خالف كتاب الله فليس من حديثي ، يجب أن يراد به : ما خالفه بالتّباين ، لا ما خالفه بالعموم والخصوص ، أو الاطلاق والتقييد. (وممّا يدلّ على انّ المخالفة لتلك العمومات) القرآنية على نحو : العموم والخصوص ، والاطلاق والتقييد (لا تعدّ مخالفة) وانّ أخبار العرض على القرآن لا تطرد الأخبار المخصّصة والمقيّدة ، وانّما تطرد الأخبار المخالفة للقرآن على نحو التباين فقط ، هو (ما دلّ من الأخبار على بيان : ما لا يوجد حكمه في الكتاب والسنّة النبويّة صلىاللهعليهوآلهوسلم ، اذ بناء على تلك العمومات) بأن قلنا : انّ عمومات
__________________
(١) ـ قرب الاسناد : ص ٤٤ ، تفسير العياشي : ج ١ ص ٨ (بالمعنى) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١١ ب ٩ ح ٣٣٣٤٨ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٢٧ ب ٢٩ ح ٥.