وكيف ترتكب التخصيص في قوله عليهالسلام : «كلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف» ، وقوله : «ما أتاكم من حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل» ، وقوله عليهالسلام : «لا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فانّا إن حدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة»
______________________________________________________
إلّا تناقض.
وان شئت قلت : الأخبار المخصصة إما مخالفة ، أو ليست بمخالفة ، فان كانت مخالفة لزم تخصيص أخبار العرض ، والحال : ان اخبار العرض لا تخصص ، وان لم تكن مخالفة ، فكل الأخبار المخصصة ليست بمخالفة ، فيجوز العمل بها ، لأنّ اخبار العرض لا تشملها.
وعليه : فحيث لا يمكن أن نقول : بأنّ أخبار العرض مخصصة يجب أن نقول : بأنّ المخالفة بالتخصيص والتقييد ، ليست من المخالفة في شيء.
(وكيف ترتكب التخصيص في قوله عليهالسلام : كلّ حديث لا يوافق كتاب الله ، فهو زخرف) (١) أي : له ظاهر جميل وباطن غير جميل.
(وقوله عليهالسلام : ما أتاكم من حديث لا يوافق كتاب الله ، فهو باطل) (٢) فانّه يدل على ان القرآن هو المحور ، الكلّ في الكل ، ولا يمكن أن يكون هناك شيء يخالفه ، ويكون ذلك المخالف حقا (وقوله عليهالسلام : لا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فانّا إن حدّثنا ، حدّثنا بموافقة القرآن وموافقة السنّة) (٣) فهل يمكن أن يقال :
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ١ ص ٦٩ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١١ ب ٩ ح ٣٣٣٤٧.
(٢) ـ تفسير العياشي : ج ١ ص ٢٠ ح ٧ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٢٣ ب ٩ ح ٣٣٣٨١ ، بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٢ ب ٢٩ ح ٣٨.
(٣) ـ بحار الانوار : ج ٢ ص ٢٤٩ ب ٢٩ ح ٦٢ ، رجال الكشي : ج ٣ ص ٢٢٤ ح ٤٠١.