السابق الذي هو
ملاك الاستصحاب ، كما سيتّضح في الرواية الآتية.
وبما أوضحنا لك في
تفسير المراد ، ظهر وجه كون هذه الرواية أضعف دلالة من الرواية الآتية ، فانّه ليس
لمجرّد تطرّق الاحتمالات الكثيرة في هذه الرواية دون الرواية الآتية ، حتّى يتوجّه
عليه أنّه ربّما يكون تطرّق احتمال واحد في رواية أوهن من تطرّق الاحتمالات المتعدّدة
في غيرها ، لقوّته فيها وضعفها في الاخرى.
توضيح دفع ما
يتوهّم أنّ صيرورة هذه الرواية في قوّة الرواية الآتية ، تتوقّف على إضمار اليقين
السابق ، القابل لإرادة القاعدتين منه ، ومعه تكون كالرواية الآتية في الدّلالة ،
من دون فرق فهذه الرواية مشتملة على ما في تلك الرواية بعينه مع احتمال زائد.
اللهمّ إلّا أن
يدّعى أنّ الرواية الآتية ، ظهورها في اتحاد متعلّق اليقين والشكّ ، من حيث
التصريح فيها بلفظ «اليقين» قبل «الشكّ» ، أقوى من الاتحاد في هذه الرواية ، فيكون
احتمال إرادة القاعدة فيها بلفظ «اليقين» قبل «الشكّ» أقوى من الاتحاد في هذه
الرواية ، فيكون احتمال إرادة القاعدة في تلك أظهر ، فتأمّل.
قوله
قدسسره : وان اتّحد زمانهما
... الخ .
أقول : قد يتراءى
من ظاهر صدر العبارة وذيلها ، إمكان مغايرة زمان الوصفين في الاستصحاب ، وإن لم
يكن جريانه منوطا بها ، ولكنّه غير مراد جزما ، بل المعتبر في الاستصحاب اتحاد
زمان الوصفين ، بمعنى أنّه يعتبر فيه كونه متيقّنا بوجوده السابق حال الشكّ عكس
القاعدة.
وامّا يقينه
السابق على زمان الشكّ فلا مدخلية له في الاستصحاب ، كما لا يخفى.
__________________