فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) [سورة البروج : ٢١ ، ٢٢] وقال تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) [سورة الشعراء : ٩٣] وقال تعالى : (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) [سورة التوبة : ٦] وقال تعالى : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [سورة العنكبوت : ٤٩].
وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني أحبّ أن أسمعه من غيري» (١) يعني القرآن. وقال عليهالسلام : «الذي يقرأ القرآن مع السّفرة الكرام البررة» (٢). ونهيه صلىاللهعليهوسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (٣) ، إلى إجماع عامة المسلمين وخاصتهم وجاهلهم وعالمهم على القول : حفظ فلان القرآن ، وقرأ فلان القرآن ، وكتب فلان القرآن في المصحف ، وسمعنا القرآن من فلان ، وهذا كلام الله تعالى في المصحف من أول أم القرآن إلى آخر قل أعوذ برب الناس. وقال السّمناني نصا إن الباقلاني وشيوخه قالوا إن النبي صلىاللهعليهوسلم إنما أطلق القول بأنّ ما أنزل الله عليه هو القرآن ، وهو كلام الله تعالى إنما هو على معنى أنه عبارة عن كلام الله تعالى ، وأنه يفهم منه أمره ونهيه فقط.
قال أبو محمد : ويقال لهم أخبرونا عن قولكم إن الكتاب في المصحف والقراءة المسموعة في المحراب كل ذلك عبارة عن القرآن ما ذا تعنون بذلك؟ وهل هذا منكم إلا تمويه ضعيف وهل كلّ ما في المصحف إلا عبارة عن معانيه التي أرادها الله تعالى في شرع دينه من الصلاة والصيام والإيمان وغير ذلك ، وأخبار الأمم السالفة وصفة الجنة والنار والبعث وغير ذلك مما لا يختلف من أهل الإسلام أحد في أن المعبر عنه بذلك الكلام ليس هو كلام الله أصلا لأن ذات الجنة وذات النار وحركات المصلي وعمل الحاج وعمل الصائم ، وأجسام عاد وأشخاص ثمود ، ليس شيء من ذلك كلام
__________________
(١) رواه البخاري في تفسير سورة ٤ باب ٩ ، وفضائل القرآن باب ٣٢ و ٣٥. ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها حديث ٢٤٧ و ٢٤٨. وأبو داود في العلم باب ١٣. والترمذي في تفسير سورة ٤ باب ١١.
(٢) رواه بلفظ : «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة» البخاري في تفسير سورة ٨٠. ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها حديث ٢٤٤. وأبو داود في الوتر باب ١٤. والترمذي في ثواب القرآن باب ١٣. وابن ماجة في الأدب باب ٥٢. والدارمي في فضائل القرآن باب ١١ ، وأحمد في المسند (٦ / ٤٨ ، ٩٤ ، ٩٨ ، ١١٠ ، ١٧٠ ، ١٩٢ ، ٢٣٩ ، ٢٦٦).
(٣) رواه البخاري في الجهاد باب ١٢٩. ومسلم في الإمارة حديث ٩٢ و ٩٣ و ٩٤. وأبو داود في الجهاد باب ٨١. وابن ماجة في الجهاد باب ٤٥. ومالك في الجهاد حديث ٧. وأحمد في المسند (٢ / ٦ ، ٧ ، ١٠ ، ٥٥ ، ٦٣ ، ٧٦ ، ١٢٨).