وقسطيلية من كور إفريقية ثم نهض هذا الكافر إلى السوس في أقاصي بلاد المصامدة ، فأضلهم وأضل أمير السوس أحمد بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن إدريس بن عبد الله ابن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، فهم هنالك كثير سكان في ربض مدينة السوس ، معلنون بكفرهم ، وصلاتهم خلاف صلاة المسلمين ، لا يأكلون شيئا من الثمار ذبل أصله ، ويقولون إن الإمامة في ولد الحسن دون ولد الحسين.
ومنهم أصحاب أبي كامل ، ومن قولهم : إن جميع الصحابة رضي الله عنهم كفروا بعد موت النبي صلىاللهعليهوسلم ، إذ جحدوا إمامة علي ، وأن عليا كفر إذا أسلم الأمر إلى أبي بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان. ثم قال جمهورهم : إن عليا ومن اتبعه رجعوا إلى الإسلام إذ دعا إلى نفسه بعد قتل عثمان ، وإذ كشف وجهه وسل سيفه وإنّه وإيّاهم كانوا قبل ذلك مرتدين عن الإسلام ، كفارا مشركين.
ومنهم من يردّ الذنب في ذلك إلى النبي صلىاللهعليهوسلم إذ لم يبين الأمر بيانا رافعا للإشكال.
قال أبو محمد : وكل هذا كفر صريح لا خفاء به فهذه مذاهب الإمامية ، وهي المتوسطة في الغلوّ من فرق الشيعة.
وأمّا الغالية من الشيعة فهم قسمان :
قسم أوجبت النبوة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لغيره.
والقسم الثاني : أوجبوا الإلهية لغير الله عزوجل فلحقوا بالنصارى واليهود وكفروا أشنع الكفر.
فالطائفة التي أوجبت النبوة بعد النبي صلىاللهعليهوسلم فرق ، فمنهم الغرابية وقولهم إن محمدا صلىاللهعليهوسلم كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب ، وأن الله عزوجل بعث جبريل عليهالسلام بالوحي إلى علي ، فغلط جبريل عليهالسلام بمحمد ، ولا لوم على جبريل في ذلك لأنه غلط.
وقالت طائفة منهم : بل تعمّد ذلك جبريل ، وكفّروه ولعنوه لعنهم الله.
قال أبو محمد : فهل سمع بأضعف عقولا ، وأتمّ رقاعة من قوم يقولون إنّ محمدا صلىاللهعليهوسلم كان يشبه عليّ بن أبي طالب في الناس!! أين يقع شبه ابن أربعين سنة من صبيّ ابن إحدى عشرة سنة ، حتى يغلط به جبريل عليهالسلام ، ثم محمد عليهالسلام فوق الرّبعة إلى الطول ، قويم القناة ، كثّ اللحية ، أدعج العينين ، ممتلئ السّاقين ، قليل