شعر الجسد ، أفرع ، وعليّ دون الرّبعة إلى القصر ، منكبّ شديد الانكباب كأنه كسر ثم جبر ، عظم اللحية ، قد ملئت صدره من منكب إلى منكب إذا التحى ثقيل العينين ، دقيق السّاقين ، أصلع ، عظيم الصلع ، ليس في رأسه شعر إلّا في مؤخره يسير ، كثير شعر اللحية ، فاعجبوا لحمق هذه الطبقة.
ثم لو جاز أن يغلط جبريل ـ وحاشا لروح القدس الأمين ـ كيف غفل الله عزوجل عن تقويمه وتنبيهه فتركه على غلطه ثلاثا وعشرين سنة؟ ثم أظرف من هذا كله : من أخبرهم بهذا الخبر؟ ومن خرفهم بهذه الخرافة؟ وهذا لا يعرفه إلّا من شاهد أمر الله تعالى لجبريل عليهالسلام ثم شاهد خلافه ، فعلى هؤلاء لعنة الله ولعنة اللاعنين ، والملائكة والناس أجمعين ، ما دام الله في عالمه خلق.
وفرقة قالت بأن عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، والحسن بن محمد ، والمنتظر ابن الحسن أنبياء كلهم.
وفرقة قالت بنبوة محمد بن إسماعيل بن جعفر فقط ، وهم طائفة من القرامطة.
وفرقة قالت بنبوة عليّ وبنيه الثلاثة ، الحسن والحسين ، ومحمد ابن الحنفية فقط وهم طائفة من الكيسانية.
وقد حوّم المختار حول أن يدّعي النبوة لنفسه ، وسجع أسجاعا وأنذر بالغيوب عن الله عزوجل ، واتبعه على ذلك طوائف من الشيعة الملعونة ، وقال بإمامة محمد ابن الحنفية.
وفرقة قالت بنبوة المغيرة بن سعيد مولى بجيلة بالكوفة ، وهو الذي أحرقه خالد ابن عبد الله القشريّ بالنّار ، وكان لعنه الله يقول : إنّ معبوده صورة رجل على رأسه تاج ، وأن أعضاءه على عدد حروف الهجاء ، الألف للسّاقين ونحو ذلك مما لا ينطلق لسان ذي شعبة من دين به ، تعالى الله عمّا يقول الكافرون علوّا كبيرا ، وكان لعنه الله يقول : إنّ معبوده لما أراد أن يخلق الخلق تكلم باسمه الأكبر فطار ، فوقع على تاجه ، ثم كتب بإصبعه أعمال العباد من المعاصي والطاعات فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقا ، فاجتمع من عرقه بحران ، أحدهما ملح مظلم ، والثاني نيّر عذب ، ثم اطلع في البحر فرأى ظله فذهب ليأخذه فطار فأخذه فقلع عيني ذلك الظل ومحقه فخلق من عينيه الشمس وشمسا أخرى ، وخلق الكفار من البحر المالح ، وخلق المؤمنين من البحر العذب في تخليط لهم كثير.
وكان مما يقول : إن الأنبياء لم يختلفوا قط في شيء من الشرائع.