(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧))
٨٧ ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ ...) أي أمرناهما بواسطة الوحي (أَنْ تَبَوَّءا) أي اتّخذا (لِقَوْمِكُما) للذين آمنوا بكما وصاروا من حزبكما ، اتّخذا لهم (بِمِصْرَ بُيُوتاً) يأوون إليها ويسكنونها ، و «مصر» هنا غير منصرف لأنه معرفة ومؤنث. ولو قصد به القطر من الأقطار لكان معربا. (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) أي اجعلوها أماكن للصلاة ، فقد قيل إن فرعون أمر بهدم جميع مساجد بني إسرائيل ومنعهم من الصلاة فيها ، فأمروا أن يصلّوا في بيوتهم ليأمنوا من خوف فرعون. وقيل : معناه اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا لتكونوا مجتمعين في أماكن سكنكم ، والأول أقرب للصواب بدليل تكرير قوله سبحانه : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أي : واظبوا على أدائها (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) بالجنّة ، وبما وعد الله عباده الصالحين من النعيم وحسن الثواب.
* * *
(وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٨٨) قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (٨٩))