(وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤) فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٨٦))
٨٤ ـ (وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ ...) أي قال موسى (ع) للذين آمنوا من قوم فرعون وبني إسرائيل : يا قوم : يا جماعتي الذين ارتضوا دعوتي : إن كنتم آمنتم : صدّقتم بالله يقينا وبما دعوتكم إليه ظاهرا وباطنا (فَعَلَيْهِ) على الله تعالى (تَوَكَّلُوا) أسندوا إليه أموركم (إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) مسلّمين له على الحق والحقيقة. وقد قال : إن كنتم آمنتم أولا ، ثم عاد فقال : إن كنتم مسلمين ، ليظهر له أنه قد اجتمع عندهم صفتا التصديق والانقياد لله عزوجل. وقد حذفت الياء من (يا قَوْمِ) اجتزاء بالكسرة عنها ، وهذا مستحسن في النداء.
٨٥ ـ (فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا ...) يعني : أجاب المؤمنون بالله وبدعوة موسى قائلين : توكّلنا على الله ووكلنا أمورنا إليه لأننا واثقون به ، ثم دعوا قائلين : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) أي : نسألك يا الله أن لا تجعلنا محلّ الابتلاء بكيد فرعون وبطشه ، ولا تظهره علينا ، لئلا يفتتن بنا الكفار ويظنّوا أن لو كنّا على الحق ما ظفر بنا فرعون وقومه. وقد روي عن الصادقين عليهماالسلام أن معناه : لا تسلّطهم علينا فتفتنهم بنا. والفاء في (فَقالُوا) فاء العطف ، وقد وقعت في جواب الأمر : قال موسى ... فقالوا.
٨٦ ـ (وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ...) : معناها : خلّصنا يا رب بلطفك بنا ، من فرعون وقومه المقيمين على الكفر ، ومن استعبادهم لنا وأخذنا بالأعمال الشاقة والقيام بالخدمات الخسيسة والمهن المنحطّة.
* * *