والسحر خبر المبتدأ ، والتقدير : الذي جئتم به السحر.
٨٢ ـ (وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) : أي يظهر الله الحقّ ويبيّن أنه حقّ وينصر القائم به (بِكَلِماتِهِ) التي أثبتها في اللوح المحفوظ من نصر أهل الحق على أهل الباطل ، وبما قدّر نصره ولو كره المجرمون نصره وظهوره وخاصة في مثل تلك المظاهرة التي لا مجال فيها للتخلية والامتحان.
* * *
(فَما آمَنَ لِمُوسى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (٨٣))
٨٣ ـ (فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ ...) الذريّة هي الجماعة من نسل القبيلة. والمعنى أنه لم يصدّق بآيات موسى (ع) إلّا فئة من جيل الشباب والشابات من قوم فرعون ، وقيل من بني إسرائيل : قوم موسى (ع) ، وقيل بعض يسير من قوم فرعون فيهم امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون والسّحرة وبعض من بني إسرائيل رووا أنهم كانوا ستمائة ألف نسمة عبّر عنهم سبحانه ب (ذُرِّيَّةٌ) لضعفهم واستهانتهم. وقد آمن هؤلاء وهؤلاء (عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ) أن يفتك بهم ويقتلهم ، وخوف من (مَلَائِهِمْ) أي : أشرافهم ورؤسائهم الباقين على الكفر ، وقد خافوا أن يأتمر آباؤهم وزعماؤهم بأمر فرعون ويعذّبوهم ليصرفوهم عن دينهم ، و (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) أي : يصرفهم فرعون عن عقيدتهم بما يمتحنهم به من عظيم البلاء والعذاب كما كانت عادته مع بني إسرائيل (وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) أي متكبر متعال طاغوت في مصر وما يليها (وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) المجاوزين الحد في الكفر والطغيان بادّعائه الربوبيّة وبكثرة ما قتل وما ذبح من صبية الاسرائليلين.
* * *