بمثل ذلك الاختبار (نَبْلُوهُمْ) نختبرهم (بِما) بسبب ما (كانُوا يَفْسُقُونَ) بفسقهم وعصيانهم أمر الله تعالى.
* * *
(وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (١٦٦))
١٦٤ ـ (وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ ...) أي اسألهم يا محمّد عن يوم عدوهم في السبت ، ومعصيتهم لأمر الله في تحريم صيد الحيتان ، إذ قالت أمة : جماعة من بني إسرائيل ، إذ كانوا يومئذ ثلاث فرق : واحدة معتدية بصيد الحيتان ، وثانية ساكتة لا تحرك ساكنا ، وثالثة واعظة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر. فقال الساكتون للواعظين : (لِمَ تَعِظُونَ) أي لماذا ترشدون وتخوّفون (قَوْماً) جماعة معتدية (اللهُ مُهْلِكُهُمْ) أي مدمّرهم ومفنيهم لأنهم عتوا عن أمره (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) في الآخرة لأنهم عصاة؟ (قالُوا) أي أجاب الواعظون الآمرون بالمعروف : (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) أي وعظنا لهم (مَعْذِرَةً) إلى الله وقياما بما فرضه علينا من النهي عن المنكر (وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) وعسى أن يرجعوا عن غيّهم ويتجنّبوا غضب الله تعالى. وقد نصبت : معذرة على أنها مفعول مطلق ، أي : نعتذر بموعظتنا معذرة إلى الله. ولم : أصلها : لما. وقد حذفت الألف من : ما ، لأنها وقعت بعد حرف الجرّ كما ذكرنا سابقا عن حروف الاستفهام الملحقة بحروف الجر.