يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣))
١٦١ ـ (وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ ...) إلخ ... مرّ تفسيرها في سورة البقرة فليراجع هناك. وقد قرأ بعضهم : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ) ببناء الفعل للمجهول ، أي تغفر من قبل الله تعالى.
١٦٢ ـ (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ...) إلى آخر الآية الشريفة ، مرّ تفسير مثلها في سورة البقرة فلا حاجة إلى التكرار.
١٦٣ ـ (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ ...) الخطاب للنبيّ صلىاللهعليهوآله ، يأمره الله تعالى أن يستخبر بني إسرائيل عن القرية المجاورة للبحر الواقعة على شاطئه ، التي هي : أيلة ، وقيل مدين وقيل طبريّة والأول أصح. ولا يخفى أنه عنى بسؤالهم توبيخهم وتقريعهم ولم يأمره بسؤال استفهام (إِذْ) حيث كانوا (يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ) أي يعتدون ويظلمون ويتجاوزون حدود ما أمر الله تعالى في السبت (إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً) أي كانت تجيء ظاهرة على وجه الماء مشرعة أذنابها رافعة رؤوسها لأنها كانت آمنة من أن يصطادوها في يوم السبت الذي حرّم عليهم فيه صيدها. والحيتان : جمع حوت وهو السمكة الكبيرة. وموضع : إذ ، نصب على معنى : سلهم عن وقت ذلك. ومثلها : إذ ، في : (إِذْ تَأْتِيهِمْ) وشرّعا : نصب على الحال ، ومثلها الكاف في كذلك ، الآتية في الآية .. والحاصل أن الحيتان كانت تأتيهم حين تحريم الصيد عليهم (وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ) بل تختفي في عرض البحر. ولذلك كانوا يحتالون في صيدها فيلقون الشبكة في الماء يوم السبت فتقع فيها الحيتان ثم يخرجونها من الماء يوم الأحد. فيكونون قد اعتدوا على ما شرع الله لهم باحتباسها في الشبكة من السبت إلى الأحد. وعن ابن عباس قال : اتّخذوا حياضا فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم السبت ولا يمكنها الخروج منها فيأخذونها يوم الأحد (كَذلِكَ) أي