معبود سواه ، ولا شريك له في الربوبيّة (يُحيِي) الأموات بقدرته حين يشاء (وَيُمِيتُ) الأحياء حين انتهاء آجالهم ، ولا يستطيع إماتتهم وإحياءهم غيره (فَآمِنُوا) صدّقوا (بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِ) أعاد سبحانه وصفه اعتناء بشأن معجزه إذ هو أميّ لا يقرأ ولا يكتب ، فإنه (يُؤْمِنُ بِاللهِ) أي يصدّق ويعترف به جلّ وعلا ، قبل أن يأمركم بالإيمان به لأنه مكلّف من عنده بأداء الرسالة (وَ) هو مؤمن أيضا (كَلِماتِهِ) أي كلمات ربّه المنزلة وحيا في القرآن وما سبقه من الكتب السماوية (وَاتَّبِعُوهُ) كونوا من أتباعه والمؤمنين به (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) بأمل أن تهتدوا إلى الرشاد وتنالوا الثواب الذي يؤدي بكم إلى الجنة والنعيم.
* * *
(وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٥٩) وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١٦٠))
١٥٩ ـ (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ ...) عاد سبحانه إلى قصة بني إسرائيل بعد أن بشّر بسيد المرسلين وخاتمهم (ص) فقال عزّ من قائل : وجعلنا من قوم موسى : أي جماعته وأتباعه ، أمة : فرقة وجماعة يدعون الناس إلى الحق والهدى (وَبِهِ) بالحق (يَعْدِلُونَ) في حكمهم