فكيف يصلح أن يكون إلها ومعبودا؟ (اتَّخَذُوهُ) برغم ذلك ربّا (وَكانُوا ظالِمِينَ) لأنفسهم لأنهم عبدوا صنما جامدا.
١٤٩ ـ (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا ...) سقط في أيديهم : أي وقع البلاء في أيديهم ، وهذه العبارة تقال للنادم الذي يجد خلاف ما ظنّ والمعنى : أنهم لمّا ظهر خسرانهم ورأوا ضلالهم عن الحق بتأليه العجل وعبادته (قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا) أي إذا لم يرأف بنا ويقبل توبتنا (وَيَغْفِرْ لَنا) ذنب عبادة العجل (لَنَكُونَنَ) نصيرنّ (مِنَ الْخاسِرِينَ) الذين يستحقون العقاب على فعلهم القبيح. وقرئ : لئن لم ترحمنا ربّنا بضمير الخطاب لله عزّ اسمه وعلى سبيل الدعاء مع حذف حرف النداء ، أي : يا ربّنا إن لم ترحمنا إلخ ...
١٥٠ ـ (وَلَمَّا رَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً ...) أي : حين عاد موسى من ميقات ربه ورأى قومه يعبدون العجل ، تلقّاهم أسفا : حزينا من تصرّفهم. وقد عاد فعلا غضبان مما رأى قومه عليه ، متأسفا على ما مضى من لحظات مناجاة ربه جلّ وعلا ، ف (قالَ) لهم : (بِئْسَما خَلَفْتُمُونِي) أي ساء فعلكم الذي فعلتموه بعدي (أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ؟) يعني استعجلتم ولم تصبروا لذلك الأمر وحسبتم أنني قد متّ لمّا لم أرجع على رأس الثلاثين ليلة وتأخرت إلى الأربعين؟ وقيل إن المقصود هو : أعجلتم بعبادة العجل قبل أن يأتي أمر ربّكم ، أو استعجلتم وعد الله؟ (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) أي رمى الألواح التي تقدّم ذكرها من يده لشدة غضبه وجزعه من ضلال قومه الذين قيل إنهم جميعا عبدوا العجل ما عدا هارون ، ولذلك قال عليهالسلام : ربّ اغفر لي ولأخي. وروي أن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : يرحم الله أخي موسى (ع) ليس المخبر كالمعاين. لقد أخبره الله بفتنة قومه وقد عرف أن ما أخبره ربّه حق ، وإنه على ذلك لمتمسك بما في يديه. فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الألواح .. (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ) هارون (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) أي أمسك به وجذبه إليه كما يفعل الإنسان حين يغضب فيقبض على لحيته ويشدها ، أو يعضّ