جيد. فسيهلك الله فرعون وقومه (وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ) أي يجعلكم خلفاء بعدهم ويملّككم ما يملكونه (فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) أي يرى منكم فعلكم حين تصيرون ورثة الأرض والملك فيها ، وهل تشكرونه على النعمة كما صبرتم على البلاء أم لا.
* * *
(وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (١٣٠) فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣١) وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (١٣٢) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (١٣٣))
١٣٠ ـ (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ ...) يقال : أخذتهم السّنة إذا كانت قحطا. وأسنت القوم : أجدبوا. ولا يقال أخذتهم السّنة إذا كانت مخصبة لأن المجدبة نادرة في الوقوع. وقد قال الشاعر :
كأنّ الناس إذ فقدوا علياّ |
|
نعام جال في بلد سنينا |
أي في بلد قحط وجدب قد أخذته السنون. وعلى هذا الأساس من المعنى قال سبحانه : أخذنا آل فرعون بالقحط والجدب بعد طغيانهم مقسما على ذلك ومؤكّدا ب : ولقد ، التي لأمها للقسم. وآل الرجل هم خاصّته الذين يؤول أمرهم إليه أو يؤول أمره إليهم. فقد أصاب الله قوم