ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٩٨) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (٩٩))
٩٦ ـ (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا ...) لو : معناه تعليق الثاني بالأول الذي يجب الثاني بوجوبه وينتفي بانتفائه : كما يصح ذلك بأن وإن. وفتحت أنّ ، لوقوعها في موضع الفعل لأن : لو ، لا تدخل إلّا على الفعل عادة. والتقدير : لو حصل أن أهل القرى التي أهلكناها بسبب جحود أهلها وعنادهم (آمَنُوا) صدّقوا رسالاتنا السّماوية (وَاتَّقَوْا) المعاصي ولم يشركوا بنا (لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ) أنزلنا عليهم خيرات كثيرة (مِنَ السَّماءِ) بأمر منّا وبواسطة المطر وغيره (وَمِنَ الْأَرْضِ) بخصب النّبات والمزروعات والثمار والغلال (وَلكِنْ كَذَّبُوا) رسلنا وأنبياءنا (فَأَخَذْناهُمْ) بالعذاب (بِما) بسبب أنهم (كانُوا يَكْسِبُونَ) المعاصي والكبائر ومخالفة الرّسل ، فرميناهم بالعقوبات الشديدة.
٩٧ ـ (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ...) أي : هل أمن الجاحدون لك يا محمد أن يحلّ بهم عذابنا (بَياتاً) ليلا وهم بائتون قد أووا إلى بيوتهم للراحة أو (وَهُمْ نائِمُونَ) في مخادعهم داخل منازلهم كما فعلنا بمن كان قبلهم؟.
٩٨ ـ (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ...) أي هل هم في أمن وثقة بالسلامة من أن يجيئهم عذابنا (ضُحًى) وقت ارتفاع الشمس بعد شروقها وفي صدر النهار (وَهُمْ يَلْعَبُونَ) أي أثناء لهوهم وممارسة ما لا ينفعهم في دنياهم ولا في آخرتهم؟ وقد اختصّ سبحانه هذين الوقتين بالذكر ـ الليل والنهار ـ لأنه لا يجوز أن يأمن الناس نزول العذاب عليهم في وقت من الأوقات إن هم غووا وضلوا وأمعنوا في الكفر والجحود.
٩٩ ـ (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ ...) سؤال توبيخيّ استهجانيّ ، يعني هل أمنوا بعد هذا كله (مَكْرَ اللهِ)؟ والمكر لغة الالتفاف والأخذ على حين غفلة.