السلام بجناحه على عيونهم فطمسها ، فعلموا أنه قد نزل بهم العذاب فقال جبرائيل (ع) : اخرج يا لوط من بينهم أنت وأهلك إلّا امرأتك. فقال : كيف أخرج وقد اجتمعوا حول داري؟ فوضع جبرائيل (ع) بين يديه عمودا من نور وقال اتبع هذا العمود ولا يلتفت منكم أحد. فخرجوا .. وحين طلع الفجر ضرب جبرائيل بجناحه في طرف القرية فقلعها من تخوم الأرض ثم رفعها في السماء حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم وصياح ديوكهم ، ثم قلبها عليهم بحيث جعل سافلها عاليها كما قال الله سبحانه وتعالى ، ثم أمطرها الله حجارة من سجيل ، فهلكوا وهلكت امرأة لوط معهم.
وقيل إن أول من سوّل لهم هذا الفعل القبيح من نكاح الرجال في أدبارهم ، هو إبليس اللعين ، فقد تمثّل لهم بصورة غلام جميل ثم دعاهم إلى دبره فنكحوه ، فأعجبهم هذا الفعل فمارسوه حتى أكثروا منه ، فعجّت الأرض إلى ربها وعجّت السماء والعرش ، فأمر الله بخسف الأرض بهم وبحصبهم بالحجارة المعدّة لعذاب المجرمين.
* * *
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٨٥) وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاذْكُرُوا