إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٣ ]

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٣ ]

176/528
*

إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦))

٨٥ ـ (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً ...) أي وبعثنا إلى مدين النبيّ شعيبا. ومدين اسم المدينة أو القبيلة. فقد قيل إن مدين ابن إبراهيم الخليل (ع) فنسبت القبيلة إليه. وشعيب هو ابن توبة بن مدين بن إبراهيم الخليل (ع) ولذلك قال سبحانه : أخاهم ، لأنه منهم. وقيل إن شعيب هو ابن ميكيل بن يشجب بن مدين بن إبراهيم ، وقيل غير ذلك. وإن شعيبا (ع) يدعى خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه. وقيل إنه أرسل إلى مدين مرة وإلى أصحاب الأيكة مرة أخرى. وقد (قالَ) لهؤلاء وهؤلاء : (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) مرّ تفسيره (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ) أي أتمّوها ، فالإيفاء هو إتمام الشيء إلى حد الحق. فأتمّوا للناس ما تكيلونه لهم وما تزنونه ، وأدّوهم حقوقهم تامة كاملة (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) أي لا تنقصوا من حقوقهم شيئا ، فالبخس النقص عن الحد الذي يوجبه الحق (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) أي لا تعملوا الفساد في الأرض بارتكاب المعاصي واستحلال المحرّمات (بَعْدَ إِصْلاحِها) يعني بعد أن أصلحها الله تبارك وتعالى ببعثة الأنبياء وبأمر الناس بالطاعات ونهيهم عن المعاصي (ذلِكُمْ) الشيء الذي أمرتكم به (خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي أحسن لكم وأعود عليكم إذا كنتم مصدّقين بالله سبحانه وتعالى. وقد قال الفراء : لم يكن لشعيب معجزة على نبوّته لأن الله لم يذكر له دلالة في القرآن. وهذا غلط مروود بقول شعيب الوارد في الآية الشريفة نفسها إذ قال لقومه : قد جاءتكم بيّنة من ربكم. وهل البيّنة سوى آية أو معجزة؟ فلا مانع أن تكون له معاجز وإن لم يذكرها القرآن الكريم.

٨٦ ـ (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ ...) الصراط هو الطريق. يعني لا تجلسوا في كل طريق تؤدي إلى منزل شعيب توعدون قاصدها