المعاصي ، وتأتمروا بأوامر الله عزّ وعلا (وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) يعني لكي ترحموا وتنالكم رحمة الله ولطفه ، أي : برجاء أن يرحمكم.
٦٤ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْناهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ ...) أي أن قوم نوح كذّبوا قوله ، ولم يؤمنوا بما دعاهم إليه ، فخلّصنا نوحا والذين آمنوا معه وهم الذين حملتهم في الفلك : أي السفينة جنّبناهم عذاب الغرق (وَأَغْرَقْنَا) بمياه الطوفان (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) وضلوا عن دلالاتنا (إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ) أي عميا عن الحق : عمي الأبصار وعمي القلوب ، إذ يقال : رجل عم إذا كان أعمى القلب ، ورجل أعمى في البصر. ولذلك قال زهير : ولكنني عن علم ما في غد عم.
شيء من قصة نوح
وبهذه المناسبة نذكر للقارىء الكريم قصة نوح (ع) نقلا عن المجمع فيما رواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه بإسناده في كتاب النبوّة مرفوعا إلى أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، قال :
لمّا بعث الله عزوجل نوحا دعا قومه علانية ، فلمّا سمع عقب هبة الله بن آدم ، من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم ، وعرفوا أن العلم الذي في أيديهم هو العلم الذي جاء به نوح صدّقوه وسلّموا له. فأمّا ولد قابيل فإنهم كذّبوه وقالوا إن الجنّ كانوا قبلنا فبعث الله إليهم ملكا ، فلو أراد أن يبعث إلينا لبعث إلينا ملكا من الملائكة.
وعنه (ع) قال : آمن مع نوح من قومه ثمانية نفر .. وكان أول نبيّ نبّأه الله عزوجل بعد إدريس (ع) .. دعا قومه إلى الله حتى انقرضت